34 ـ أحمد الجابر بن جابر الثاني (1302 ـ 1369هـ) / (1885 ـ 1950م)

أمير الكويت (1339 ـ 1369هـ) (1921 ـ 1950م).

أحمد بن جابر بن مبارك الصباح، من أُسرة صباح،ولد في الكويت عام (1302هـ / 1885م)، وتعلم القراءة والكتابة في قصر أبيه. مارس الحكم والسياسة وتدبير أمور الدولة، في حياة عمه سالم بن مبارك، وولي الإمارة بعد وفاة عمه، عام (1339 ـ 1921). وكان توليه الحكم في فترة عصيبة من تاريخ الكويت، إذ حفل عهده بالعديد من القضايا والسياسية الداخلية والخارجية. وبدأ بإصلاح علاقات الكويت مع بريطانيا، التي كانت قد ساءت أثناء حكم عمه الشيخ سالم، كما وطد العلاقات بين الكويت والمملكة العربية السعودية، وفي عهده تم ترسيم الحدود بين الكويت والمملكة العربية السعودية، وكان ذلك عام 1340هـ / 1922م، كما تحديد المنطقة المحايدة بين البلدين الشقيقين.

كانت إمارته، وقتئذٍ، تعتمد في اقتصادها على واردات الجمارك، وصيد الأسماك، واستخراج اللؤلؤ. وفي عهده تم تركيز دعائم صناعة النفط، وتم منح امتيازه عام 1353هـ/ 1934م للشركة البريطانية المسماة الشركة الأنجلوإيرانية، لتعمل مع شركة الخليج الأمريكية، واتحدت الشركتان وكونتا شركة الكويت للنفط. حيث تم اكتشاف النفط في الكويت بمجهودات هذه الشركة عام 1937.

ويُذكر أن أول شحنة من النفط الكويتي صُدّرت في عهد الشيخ أحمد الجابر، وباكتشاف النفط بدأ التحول الحقيقي والسريع في حياة الكويت. وفي عهد الشيخ أحمد الجابر، انتعشت الحركة العمرانية، وانشأ العديد من المدارس، وبدأ بإرسال البعثات العلمية إلى الخارج، واهتم بالشؤون البلدية، وتحلية مياه الشرب، والشؤون الصحية، فأنشأ العديد من المستشفيات.

كما ظهرت، خلال عهد الشيخ أحمد الجابر، بشائر الحركة الدستورية في الكويت. فقد عمل على إشراك الكويتيين في الحكم، فتأسس مجلس شورى، وفي عهده أُنشئت الدوائر الحكومية المختلفة التي تقوم مقام الوزارات، ومنها دائرة البلدية، وهي أول دائرة تم تأسيسها، ودائرة المعارف، ودائرة الصحة، ودائرة الأوقاف، وكان عهده عهد استقرار ورخاء.

واستمر في الإمارة إلى أن توفي في الكويت عام (1369هـ / 1950م). وخلفه في الحكم الشيخ عبد الله بن سالم الصباح.